قصر العسكر



بين جدرانه الطينية، وفِنائه الواسع، يروي قصر العَسكر في المَجمعة قصةً يمتد تاريخها إلى أكثر من 200 عام، ويقف شاهدًا على ملامح العمارة النجدية العريقة. بُني هذا القصر من قِبَل أمير المجمعة آنذاك إبراهيم بن حمد العسكر، على هيئة متوازي أضلاع، وتبلغ مساحته وما يضمه من ملاحق (بيت الأسرة - المناخ - مسجد إبراهيم) 1800م². وهو يضم غرفًا للموظفين، ومكاتب لتصريف الأعمال، ومخزنًا للتمور في الدور الأرضي، أما الدور العلوي فهو مخصص لسكن العائلة، وفي القصر مجلسٌ شتوي وآخر صيفي. وتحيط به من الشَّمال منازلُ الأهالي، ومن الشرق منزل الضيافة، بينما يقع في جهته الغربية بستان ومسجد يُعرف بمسجد إبراهيم أو مسجد الإمارة، مما يعكس دوره المركزي في البلدة قديمًا. ولم يكن هذا القصر معلَمًا إداريًّا فحسب، بل كان محطةً بارزة استقبلت الملك عبدالعزيز والملك سعود رحمهما الله، والعديدَ من الأمراء، كما وثَّقه الرحالة البريطانيون والألمان في مدوَّناتهم. وقد أصبح بعد انتهاء أعمال الترميم والتأهيل تحفةً معمارية جميلة، ووجهةً سياحية مفتوحة للزوار، تتيح لهم فرصة استكشاف ماضي المجمعة، والاطلاع على مراحل تطور القصر، ومعرفة دوره في تاريخ المنطقة، ضمن تجربةٍ تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

