حي الصُّوْر






في محافظة ينبُع، حيث يعانق التاريخ أمواجَ البحر الأحمر، يقف حي الصُّوْر التاريخي شاهدًا على حقبة تجارية زاخرة بالحياة، تحكي دكاكينُه حكاياتِ التجار الذين شكلوا نسيجًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا فريدًا، وبيوته التراثية الشامخة، التي كانت يومًا ما سكنًا لتجار ينبع، ما تزال محافظةً على طرازها التقليدي الساحلي، بطوابقها المتعددة، وجدرانها المشيدة من حجر البحر المنقبي، ومشربياتها وأبوابها الخشبية التي تتزين بتفاصيلها المتقنة، وسقوفها المدعمة بجذوع النخل، مما يمنح الحيَّ طابعًا مميزًا يأسر الزوار بفرادته. كان حي الصور مركزًا تجاريًّا مهمًّا لمدينة ينبع، وهو يضم بين ممراته العتيقة العديدَ من المباني الشهيرة، مثل بيت بابطين، وبيت جبرتي، ومجموعة من الوكالات التجارية، وسوق الليل التراثي، وبرج الشونة الأثري. وفي عام 1435هـ، انطلقت أعمال الترميم لحماية هذا الإرث الثقافي والاجتماعي العريق، حيث تم الحفاظ على معالمه وإعادة إحياء مرافقه، ليشهد عام 1438هـ مرحلةً جديدة من التطوير حيث تم ترميم 25 مبنًى تراثيًّا، و4 أسواق ووكالات تراثية، تحتوي على أكثر من 100 محل تراثي، إلى جانب تحسين الممرات والواجهة البحرية، حيث يتميز الحي بإطلالته المباشرة على ساحل البحر الأحمر. كما استُكمل مشروع ترميم سوق الليل، الذي استعاد دوره كنقطة التقاءٍ للتجار والحرفيين، ليعود نابضًا بالحياة كما كان قبل خمسين عامًا، ويصبح مصدر دخلٍ للعديد من المواطنين. واليوم، أصبح حي الصُّور وجهةً سياحية وثقافية بارزة، تستقطب الزوار من كل مكان، ليعيشوا تجربةً فريدة بين معالمه العريقة، حيث يتلاقى عبق الماضي مع نبض الحاضر، فقد وظَّف "مركز زوار حي الصور" أحدثَ التقنيات الرقمية، ليتمكن مُرتادوه من استكشاف تفاصيل هذا الحي العريق برؤية جديدة، تحكي قصة المكان، وتعيد إلى الذاكرة بريقَ ماضيه الأصيل.

