مرقب الشنانة







في الجهة الجنوبية الغربية من محافظة الرَّس بمنطقة القصيم، يقف "مرقب الشنانة" شامخًا كحارسٍ صامتٍ يحكي فصولًا من تاريخ الرَّس وشجاعة أهلها، فقد شهد محيطُ هذا البرج معارك مهمةً في مختلف مراحل الدولة السعودية، وبُني ليكون متراسًا في وقت الحرب ضمن "الشنانة" المحصَّنة، وكان له دورٌ محوري في مراقبة الأعداء؛ إذ يمكن من خلاله الرؤية من جميع الاتجاهات، وقد أُطلق عليه قديمًا اسم "مَرْقَب الشنانة"، وكان يتعاقب عليه عدة رجال يسمَّون "الرقيبة". المرقب مخروطي الشكل، يتسع من الأسفل بقطر 7م من الداخل، ثم يضيق تدريجيًّا حتى يصل قُطر الفُوَّهة إلى مترٍ واحد، ويرتفع المرقب حاليًّا إلى 24م، بعد أن كان ارتفاعُه الأصلي 32م قبل أن تسقط أجزاءٌ منه بسبب الأمطار والرياح، وهو يتألف من 8 طوابق متصلة بسلالم داخلية، وفي كل طابق فتحاتٌ للتهوية ومراقبة المنطقة المحيطة به، وقد زُينت جدران المرقب بنقوشٍ قديمة تُضفي عليه جماليةً فنية، مما يجعله تحفةً معمارية تستحضر خواصَّ البناء التراثي. وفي محيط "مرقب الشنانة" توجد العديد من المعالم التراثية والطبيعية التي تعزِّز جاذبيته السياحية، إذ يقع نفق الرس التاريخي، ومرقب الرس التراثي، وبيت الرس التراثي بالقرب منه، بالإضافة إلى الآبار المطوية بالحجارة من أسفلها إلى أعلاها، وجبل كويفر، الذي يحتضن نقشَين إسلاميَّين بالخط الكوفي، وموقع رامة الأثري، وهو أحد محطات طريق الحج البصري، بالإضافة إلى متعشى بطن عاقل، وهو عبارة عن مستراح بين محطات طريق الحج البصري. وقد تم تجديد هذا المرقب في عام 1399هـ، ثم أُعيد بناؤه عام 1422هـ، ولحماية هذا الصرح الأثري، أُحيط بجدارٍ حجري يُضفي عليه رونقًا خاصًّا، كما قامت هيئة التراث بترميم المرقب وتأهيله؛ ليكون اليوم أحد المعالم التاريخية المميزة في بلدة الشنانة بمحافظة الرس، وفي منطقة القصيم، وهو يحتوي على ساحاتٍ ومرافق متعددة، ومركزٍ للزوار، مع بوابةٍ تبيِّن هُوِيَّة الموقع وأهميتَه، مما يضفي على المكان أجواءً تاريخية رائعة، تتيح للزوار فرصة استكشاف تفاصيل الحياة التقليدية في بيئة القصيم.

