بيت البسام






بالقرب من البوابة الغربية لمدينة عنيزة القديمة، المسماة بباب الخلا، يبرز بيت البَسَّام التراثي كرمز للتاريخ العمراني في منطقة القصيم، متميزًا بطرازه المعماري الفريد، وبنائه الطيني الجميل. بدأ بناء هذا البيت عام 1374هـ، على مساحة 3500م²، واستغرقت عملية بنائه 4 سنوات، وأعيد ترميمه على عدة مراحل كان آخرها عام 1440هـ، وتم تحويله إلى مركز للتراث، ليصبح شاهدًا حيًّا على تاريخ المنطقة. ويتكون هذا البيت من طابقٍ واحد، ويضم 17 غرفة متفاوتة في مساحاتها ووظائفها، وتتوزع وحداته قديمًا على أربعة أقسامٍ رئيسة، وهي: قسم استقبال الرجال، وقسم العائلة، وقسم الحديقة، وقسم مخصص لتربية المواشي، إلى جانب الساحة المكشوفة (الشمسة)، والمجلس، وقاعة تناول الطعام. ويمتاز "بيت البسام" بطراز معماري يعكس التطوُّر العمراني في نجد، فقد تم استخدام الطين كمادة أساسية في بنائه، إضافة إلى الحجر لدعم الأساسات، والجص الذي استُعمل في الربط بين الحجارة على الأساسات والأعمدة، وأخشاب أشجار الأثل وسعف النخل في الأسقف والأبواب والنوافذ. أما الأنماط والتشكيلات الزُّخرفية الداخلية والخارجية فهي لوحة فنية متكاملة تنسجم مع العناصر الأخرى للمبنى: من النوافذ الطويلة في المجالس، والمعروفة بـ"المصاريع"، إلى التجاويف الجدارية المسماة بـ"الروزنة"، والتي كانت مخصصةً لمستلزمات الاستخدام اليومي، وصولًا إلى "الكمار"، وهو دولاب مزخرف من الجص، مخصص للأباريق والدِّلال، وبجواره موقد للنار. واليوم، أصبح "بيت البسام التراثي" مركزًا للفعاليات والأنشطة التراثية والثقافية، حيث يستقطب الزوارَ من مختلف الفئات، بما في ذلك الوفود السياحية والطلابية، ومن خلال أنشطته المستمرة، يسهم هذا البيت في إحياء الموروث الشعبي وتعريف الأجيال الجديدة به، ليظل رمزًا من رموز التراث في عنيزة والقصيم.

